قال الله تعالى: (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال تعالى: )إنما يخشى الله من عباده العلماء( صدق الله العظيم
يعدّ طلب العلم من أهم مساعي الحياة، وتستحق ان تبذل فيها وسعك ووقتك ومالك. العلم هو طريق للحياة الكريمة وتحقيق الذات وتطوير الآفاق والطموحات. لذا طلب العلم ذكر في كل ديانة ومذهب وفلسفة وكتاب، لكونه حجر الاساس لنجاح الفرد وبالتالي نجاح المجتمع.
أبي رحمه الله كان يدير مكتبة ولطالما حثني منذ الصغر على قراءة اي كتاب اراه في طريقي وفي اي مجال كان سواء فهمته ام لا، لطالما نصحني وقال قد لا تفيدك المعلومة التي تلقيتها اليوم ولكن كن على ثقة ستحتاجها في يوم ما في المستقبل.
لنتطرق الى فوائد العلم على الفرد:
- توسعة مدارك الفرد وفتح الآفاق لمدى ادراكه وفهمه للامور وكيفية تحليها بموضوعيه.
- تحقيق الاحترام الذاتي والتقدير من حولك.
- كسب الرزق والحصول على الوظيفة الملائمة والتطور باستمرار للوصول لأعلى المراتب.
هذا على مستوى الفرد ولكن في حال تحقق العلم لدى كل منا تخيل مداه على مستوى المجتمع:
- بناء مجتمع قوي متماسك قادر على الاكتفاء الذاتي والاعتماد على افراده القادرين على التقدم بالمجتمع اقتصادياً وصناعياً وحضارياً.
- العلم هو سلاح لحل التحديات التي تواجه المجتمع سواءاً على الصعيد الاجتماعي أوالبيئي أو الاقتصادي.
- بارتفاع نسبة المتعلمين والمثقفين في المجتمع تقل الجريمة والظواهر السلبية في المجتمع.
- المجتمع المتعلم يحقق الريادة بين المجتمعات من حيث العلم والقوة والمال والأعمال.
ان التطور العلمي الذي وصلنا اليه اليوم قد وضعنا في موقف غريب نوعاً ما، حيث كان له الاثر الكبير في وضع معظم الدول العربية اليوم في اخر الترتيب بين الدول من حيث التطور العلمي وخلق فجوة كبيرة بيننا وبين البلاد المتقدمة. إلا أنه في ذات الوقت خلق فرصا جمة للافراد ليخلقوا قصص نجاح لا مثيل لها. فلو كنت قادراً على التعلم من الدول الكبرى ودراسة الفجوات الموجودة لدينا وتطبيقها في بلدك والبيئة التي نشأت بها فإنك قادر على تحقيق نجاح غير مسبوق.
نحن في زمن نحسد عليه لسهولة طلب العلم والمعرفة فيه، فالتطور التكنولوجي فتح الباب امام الجميع بلا استثناء لتلقي العلم بطرق شتة وخلق ادوات جديدة تخول الجميع الوصول الى المعلومات بكل سهولة، لا نتحدث هنا عن الشهادات والجامعات والمدارس فحسب بل على طيف المعلومات المتاحة امامك بضغطة زر على الكمبيوتر.
قد يكون الطريق صعباً لكنه معبد وجاهز لمن يجرؤ على عبوره، لو اردت النجاح والابداع فلا تضع حدوداً لأحلامكم واعمل للوصول اليها لتغيير حياتك وحياة كل من حولك للأفضل. ولا تنسى العلم ان لم يحقق الفائدة للجماعة وليس فقط للفرد فهو علم غير نافع، فإحرص ان تعمل لنفسك ومن حولك.